All Questions
prev
Previous:3.35 ما هيَ الأسرارُ المقدَّسة؟
next
Next:3.37 هل ينزل الروح القدس علينا مرّةً ثانية مع التثبيت؟

3.36 ما هو مفعول المعمودية؟

الأسرار المقدسة

من خلال معمودية الماء نصبح أبناء الله . منذ تلك اللحظة فصاعدًا نحن جزء من كنيسته، عائلة المسيحيين. يَعِدُ الشخص الذي يتلقى المعمودية (أو والداه) ببذل قصارى الجهد لعيش حياة مسيحية صالحة  ورفض كل ما هو شرير.

هذا السر يزيل "خطيئتنا الأصلية" والشر الذي ورثناه من أسلافنا. كل الذنوب التي ارتكبها الشخص المعمد حتى تلك اللحظة "تم غسلها" وغفرانها. بهذه الطريقة تبدأ حياتنا الجديدة كمسيحيين! منذ لحظة عمادنا [> 3.36] يساعدنا الروح القدس على العيش كمسيحيين صالحين [> 3.37] (1 كو 12: 13).

←  إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]

1 كو 12: 13
فإننا اعتمدنا جميعا في روح واحد لنكون جسدا واحدا، أيهودا كنا أم يونانيين، عبيدا أم أحرارا، وشربنا من روح واحد
 

عبر المعموديّة نصبحُ أبناء الله وأعضاء في كنيستِه. تُمحى الخطيئة الأصلية والخطايا الشخصية.
The Wisdom of the Church

منذ متى ولِمَن تمنح الكنيسة المعموديّة؟

منذ يوم العنصرة تمنح الكنيسة المعموديّة لِمَن يؤمنون بيسوع المسيح. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 255]

مَن يستطيع أن يُعمِّد؟

الأسقف والكاهن هما اللذان يمنحان عادة المعموديّة، والشمّاس الإنجيليّ أيضًا في الكنيسة اللاتينيّة. وفي حال الضرورة يستطيع كل إنسان أن يُعمِّد، بشرط أن ينوي القيام بما تقوم به الكنيسة. ويصبّ المعمِّد الماء على رأس المعتمِد وينطق بالصيغة الثالوثيّة المرعيّة في المعموديّة : "أعمّدك باسم الآب والابن والروح القدس". [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 260]

هل الخلاص ممكن بدون المعموديّة؟

بما أنّ المسيح قد مات لأجل خلاص جميع الناس، فالخلاص ممكن بدون معموديّة، للذين ماتوا في سبيل الإيمان (معموديّة الدم)، وللموعوظين، وللذين بدافع من النعمة، يلتمسون الله بإخلاص ويجدّون في تحقيق إرادته، من غير أن يعرفوا المسيح أو كنيسته (معموديّة الشوق). أمّا الأطفال الذين يموتون بلا معموديّة، فالكنيسة تكل أمرهم إلى الرحمة الإلهيّة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 262]

ما هي مفاعيل المعموديّة؟

بالمعموديّة تغفر الخطيئة الأصليّة وجميع الخطايا الشخصيّة والعواقب التي تستوجبها. وهي تجعل المعتمِد شريكًا في الحياة الثالوثيّة الإلهيّة بالنعمة المقدّسة، بنعمة التبرير التي تضمّه إلى المسيح وإلى كنيسته. وهي تخوّله نصيبًا في كهنوت المسيح، وتكون أساس الشركة مع جميع المسيحيّين. وهي تمنح الفضائل الإلهيّة  ومواهب الروح القدس. المعتمِد يصير للمسيح إلى الأبد : فيوسم بختم المسيح الذي لا يبلى (السِّمة). [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 263]

ما هي المعموديّة؟

المعموديّة هي الخروجُ  من سيطرةِ الموتِ إلى الحياة ؛ وبابُ الدخولِ في  ← الكنيسة، وبدءُ الشركة الدائمة مع الله.

المعموديّةُ هي  ← السرُّ الأساسُ والمقدّمةُ لسائرِ الأسرار. إنّها توحّدُنا بالمسيحِ يسوع، وتُدخِلنا في موتِه الخلاصيّ على الصّليب، وبواسطتِه تحرّرُنا من سلطانِ الخطيئةِ الأصليّة ومن جميع خطايانا الشخصيّة، وتجعلُنا نقومُ معه إلى حياةٍ لا نهايةَ لها. لذا، فالمعموديّةُ هي عهدٌ مع الله، يتحتّمُ على الإنسان الموافقةُ عليه "بنَعَم". وأما في معموديّة الأطفال، فيعترف الأهلُ بالإيمانِ بالنيابة عن أولادهم. [يوكات 194

كيف تُمنَح المعموديّة؟

أن تغطيسَ المعمَّدِ ثلاث مرات في الماء هو الشكلُ التقليدي لمنح المعموديّة. وغالبًا يُسكبُ الماءُ ثلاثًا على رأسِ المُعمَّد، فيما المعمِّد يقول : "(يا فلان)، أنا أعمّدُك باسم الآب والإبن والروح القدس".

الماءُ يرمز إلى التطهير والحياةِ الجديدة كما نمّ التعبيرُ عنها في معموديّةِ التوبة على يدِ يوحنا المعمدان. والمعموديّة، التي تُعطَى "باسم الآب والإبن والروح القدس"  بسكبِ الماء، هي أكثرُ من علامة للارتدادِ والتوبة، بل هي حياةٌ جديدةٌ في المسيح. لذلك تضافُ إليها علاماتُ المسحِ بالزيت، والثيابُ البيضاء، وشمعةُ المعموديّة. [يوكات 195]
 

لماذا تتمسّك الكنيسة بمعمودية الأطفال؟

تتمسّك  ← الكنيسةُ بمعموديّة الأطفالِ منذ زمنٍ بعيد. وحجّتُها الوحيدة هي أنّه "قَبل أن نقرّرَ موقفَنا من الله، فقد قرّر الله أن يكون لنا". فالمعموديّة هي نعمةٌ، هديّة لا نستحقها من قبل الله، الذي تبنّانا من دون شرط. فالأهلُ المؤمنون يريدونَ ما هو الأفضلُ لولدهم لأي المعموديّة، التي بها يتحرّر من تأثير الخطيئة الأصليّة ومن سلطانِ الموت.

معموديّةُ الأطفال تفترضُ أن يرشدَ الأهلُ المسيحيّون المعمّدَ إلى الإيمان. وإنّه لَظلمٌ، أن تؤجّلَ المعموديّة للطفل بحجّة حريّةِ فكر خاطئة. تمامًا مثلما لا نقدر أن نؤجلَ حبّنا لطفلٍ في انتظار وقت يختاره هو بنفسه. هذا يشكِّلُ ظلمًا وحرمانًا للولد من النعمة الإلهيّة التي تأتيه بالمعموديّة. وكما يُولد كلٌّ منا، وله المقدرة على الكلام، وينقصُه تعلُّمُ طريقةِ الكلام، هكذا يُولدُ كلُّ إنسان مع المقدرة على الإيمان، ولكن عليه التعرّفُ على طريقة الإيمان. في كلِّ حال، يجب عدمُ فرضِ المعموديّة على أحد. وعلى من تقبّلَ المعموديّة وهو بعدُ طفلٌ صغيرٌ، أن يجسّدَها في ما بعد في حياته، أي أن يقول لها "نعم،" ليجعَلها تثمر. [يوكات 197] 
 

هل المعموديّةُ هي الطريق الوحيدُ للخلاص؟

بالنسبة إلى الذين تقبّلوا الإنجيل، وسمعوا أنّ المسيحَ هو "الطريقُ والحقّ والحياة" (يو 14 : 6)، المعموديّة هي الطريقُ الوحيدُ الموصلُ إلى الله وإلى الخلاص. وصحيحٌ أيضًا أنّ المسيحَ قد مات عن الجميع. إذن كلّث البشر مدعوّون إلى الخلاص، حتى أولئك الذين لم تتوفّر لهمُ الفرصة، لاكتشافِ المسيحِ والإيمانِ به حقًّا، لكنهم يطلبونَ الله بقلبٍ صادقٍ ويحيَون حياتَهم بموجِب ضميرِهم (معموديّة الشوق)

لقد ربطَ الله الخلاصَ ← بالأسرار. لذلك، على الكنيسة أن تقدّمَها للبشريّة من دون مللِ ؛ وتوقّفُها عن هذه الرسالة يعني الخيانة لوصيّةِ الله. لكنّ الله ليس مقيَّدًا بأسراره. فحيثُ لا تصِل الكنيسةُ، أو تخفقُ بسببِ خطيئتها أو لأسبابٍ أخرى، يفتح الله بنفسِه أمام البشر سبيلًا آخرَ للخلاص بالمسيح. [يوكات 199]
 

لماذا يتحتّمُ على المسيحيّين أن يختاروا اسمَ قديس كبير في المعموديّة؟

لا يوجد نماذج صالحة أفضلُ من القدّيسين. وعندما يكون شفيعي قدّيسًا، فهذا يعني أن لي صديقًا لدى الله. [يوكات 202]

This is what the Church Fathers say

"يا لى السر المفرح الذي لمائنا الذي تُغسل فيه خطايا ظلمتنا الأولى ونصير أحراراً للحياة الأبدية".
ويختم الفصل بقوله:
"نحن السمك الصغير نتبع مثال سمكتنا (أخثوس ΣYΘХІ) يسوع المسيح، ونُولد في الماء ولا نخلص إلا بالحياة فيه (أي في الماء.)" [ترتليان، في المعمودية، الفصل الأوّل، (ML 1, 1197)]

ماذا رأيتم؟ ماء بالتأكيد، ولكنه ليس ماء فقط، لقد رأيتم الشمامسة يخدمون هناك والأسقف يسأل أسئلة ويقدِّس... آمنوا إذًأ أن حضور اللاهوت هو هناك، هل تؤمنون بالعمل ولا تؤمنون بالحضرة؟ فمن أين يبدأ العمل ما لم تسبقه الحضرة؟ [القديس أمبروسيوس، الأسرار، الفصل 3 : 8 (ML 16, 391)]
 

What did you see? Water, certainly, but not water alone; you saw the deacons ministering there, and the bishop asking questions and hallowing.... Believe, then, that the presence of the Godhead is there. Do you believe the working, and not believe the presence? Whence should the working proceed unless the presence went before? [St. Ambrose, On the Mysteries, Chap. 3:8 (ML 16, 391)]