All Questions
prev
Previous:1.35 إذا كانَ اللهُ كليَّ القُدرةِ، فلماذا تحدثُ الكوارث؟
next
Next:1.37 هل يمكن أن تساعدنا المعاناة على الاقتراب من الله؟

1.36 هل إرادةُ اللهِ أن يموتَ الناسُ؟

الشَّرّ والمُعاناة

الموتُ ليسَ ما يريدُه اللهُ لنا. دخلَ الموتُ إلى العالمِ مع الخطيئة الَّتي اقترفها الإنسان الأوَّل. هذه الخطيئة هي الخطيئة الأصليَّة، أي، رفض الله [>1.4]. أللهُ لا يريد لنا الموتَ، بل، الحياة الأبديّة. في العالمِ كما هوَ الآنَ، في الألم والبؤس، لا نستطيعُ أن نحيا إلى الأبد، لن يَكونَ هذا جَميلًا! تَجَسَّد يسوع ومات على الصَّليب [> 1.26] وأقامَه الله في اليوم الثالث لِصَلبِهِ لِيَمحيَ عَنَّا آثارَ الخطيئة الأولى [> 1.36].

 

يسوعَ ضحَّى بحياتِهِ من أجلِنا، وبعدئذٍ قامَ من الموتِ، فنحنُ بعد موتِنا الذاتيِّ، نستطيعُ أن نحيا معهُ في الجنّةِ [> 1.45]، إلى الأبد. نَستَطيعُ أن ننالَ الحياةَ الأبديَّة إذا تَبِعنا يسوع، وإذا عِشنا علاقة شخصيَّة مع الله مَبنيَّة على أسُس المَحَبَّة ومع إخوتنا البشر.

الموتُ ليسَ ما يريدُه اللهُ لنا. دخلَ الموتُ إلى العالمِ مع الخطيئة. كلنا نموتُ، جميعاً، لكن عبرَ قيامةِ المسيحِ نستطيع أن نحيا إلى الأبد.
The Wisdom of the Church

إذا كانَ الله كُلِّي القدرة ورؤوف، لماذا الشرّ موجود؟

عن هذه المسألة الأليمة والغامضة مَعًا، ما من جواب إِلَّا في مجمل الإيمان المسيحي. وليس الله البَتَّة علَّة الشّر لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة. إنَّه ينير غموض الشر بابنه يسوع المسيح الذي مات وقام لينتصر على الش ر الأخلاقِيّ الأكبر الذي هو خطيئة البشر، أصل الشرور الأخرى. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 57]

لماذا لا يمنع الله الشرّ؟

إيماننا يجعلنا نؤمن أن الله ما كان يسمح بالشر لو لم يكن قادرًا على استخراج الخير من الشرّ نفسه. وهذا ما أتَمَّه الله على وجه رائع في موت المسيح وقيامته. فمن الشر الأخلاقِيّ الأعظم، موت ابنه، استخرج أعظم الخيور، تمجيد ابنه وفداَءنا. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 58]

ماذا يعني أن نموتَ في المسيحِ يسوع؟

ذلك يعني الموت في نعمة الله، بدون خطيئة مميتة. فالذي يؤمن بالمسيح ويقتدي بمثله يستطيع هكذا تحويل موته إلى فعل طاعة ومحبة للآب. "إنه لقول صدق أننا: إذا متنا معه حيينا معه" (٢ طيم ٢، ١١). [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 206]

إذا آمَنَّا بِهِ، كيفَ سيُساعِدُنا المسيح في ساعَةِ موتِنا؟

يُلاقينا يسوع ويقودُنا إلى الحياة الأبديَّة. "لن يستأثِرَ بي الموت، إنَّما الله" (القديسة تريزيا الطفل يسوع).

بالنَّظَرِ إلى آلام يسوع وموته يمكن أن يصير الموت نفسُهُ أَخَفّ. ففي فعل ثِقَة ومحبَّة للآب بإمكاننا قول "نعم"، كما فعل يسوع في جبل الزَّيتون. موقِفٌ من هذا النَّوع يُسَمَّى "ذبيحَةً روحيَّة": يتَّحِدُ المنازع بذبيحة المسيح على الصليب. مَن يَموتُ وهو يُبَرهِنُ ثِقَتَهُ بالله وسلامَهُ مع البشر، أي من دون خطيئَة مميتة، يَكونُ على طَريق الشَّركة مع المسيح. موتُنا لا يتركُنا نسقط إلَّا سقوطًا بينَ يديه. فإنَّ مَن يموتُ لا يُسافِرُ إلى مَكانٍ ما، بَل يَعودُ إلى مَوطِنِه في محبَّة الله الي خَلَقَهُ. [يوكات 155]

This is what the Church Fathers say

لأنَّ الله لم يجعلنا من العدم. لكنه أعطانا بحرية، بنعمة الكلمة، حياة تتوافق مع الله. لكن الإنسان، بعد أن رَفَض الأمور الأبديَّة، وبمشورة الشيطان، تحول إلى أمورٍ الفساد، أصبح هو سبب فساده في الموت. [القديس أثناسيوس، "رِسالَةُ حَول تَجَسُّدِ الكَلِمَة"، الفصل 5 (MG 25, 104)]