All Questions
prev
Previous:1.34 هل خلقَ اللهُ الشرَّ؟ ما علاقة ذلك بخطايايّ؟
next
Next:1.36 هل إرادةُ اللهِ أن يموتَ الناسُ؟

1.35 إذا كانَ اللهُ كليَّ القُدرةِ، فلماذا تحدثُ الكوارث؟

الشَّرّ والمُعاناة

علينا أن نميِّزَ بين الشرِّ الذي يرتكبُهُ الاشخاصُ بذاتِهم [>4.13] والأشياءَ الأخرى الَّتي نعتبرُها، بالاختبارِ، كشـــرٍّ، مثل الكوارثِ الطبيعيّة. للإنسان إرادةٌ حرَّةٌ وَهَبَها لَهُ الله، لذا، يستطيعُ أن يختار بَينَ الخَيرِ والشَّرّ. [> 4.6]. ما عَلَينا مَعرِفَتُهُ أنَّ اللهَ لا يتدخَّلَ في قراراتِنا، لأنَّنا، بطريقةٍ أخرى، لن نكونَ أحراراً إذا قامَ بذلك!

 

جَوابُ السُّؤالِ عَن لماذا يسمحُ اللهُ بحدوثِ الكوارثِ الطبيعيّةِ ولا يَتَدَخَّل ليوقِفَ الشَّرَّ الرَّهيبَ الذي يَفتَعِلُهُ بعضُ البَشَر، يبقى لغزاً بالنسبةِ إلينا. لا نستطيع أن ننظُر إلى كوارثَ مُماثِلةٍ نظرَتنا إلى قصاصٍ من الله المليء مَحَبَّةً تُجاهَ خَلقِهِ [> 1.34]. إنَّه يتعذَّبُ مع الذينَ ضربتهم هذه الكوارثُ، كما أنَّهُ يُلهمُ الآخرينَ لمُساعدةِ الضحايا [> 1.32]. اللهُ يحتاجُ مُساعدتنا في إنتاجِ الخَيرِ من الشَّرّ، هكذا، لا تَعوُد الكَلِمَةُ الأخيرَةُ للشَّرِّ أبَدًا [>1.26].

 

لا العالمُ كاملٌ ولا البشر فيه كاملون، لذلك الاشياءُ السيئةُ تحدث. يُبرهنُ اللهُ عن قُدرتِهِ الكُليّةِ عندما يُنتِجُ خيراً من الشرّ.
The Wisdom of the Church

إذا كانَ الله يعلَمُ كلَّ شيء ويستَطيعُ كلَّ شيء، فلماذا لا يَمنَعُ الشَّرّ؟

"ألله يَسمَحُ بالشَّرّ فَحَسب، لكي يُخرُجَ منه شَيئًا أفضَل" (القديس توما الأكويني).

 

الشَّرُّ في العالَم سِرٌّ مُظلِمٌ مؤلِم. المصلوب ذاته سأل أباه: "إلهي، لماذا تَرَكتَني؟" (متى ٢٧، ٤٦). الكَثيرُ فيه لا يُمكِنُ فهمُهُ غير عن أنَّ أمرًا واحِدًا نعرفه بالتَّأكيد: ألله خَيرٌ في المئة مئة. لا يمكنُه أبدًا أن يكونَ سبب فعلٍ شرّير. ألله خلق العالم حَسَنًا، مع أنَّهُ ليسَ كاملًا بعد. بتقلُّباتٍ شديدة ومسارات مؤلِمَة جِدًّا يسيرُ العالَمُ في اتِّجاه اكتمالِهِ النِّهائِيّ. من المناسِبِ التَّفريق بين ما تُسَمّيه الكنيسة الشرّ الطَّبيعي، مثل إعاقَة عند الولادَة أو كارثة طبيعيَّة، والَّذي يبقى إزاءَ جودَةِ الله لُغزًا، والشرّ الأخلاقي الذي يأتي من سوء ممارَسَةِ الحرِّيَّةِ في العالم. "جهنَّم على الأرض" – أي الجنود الأطفال والعمليَّات الإنتحاريَّة والمعتقلات هي في الغالب من صنع الإنسان. لذلك لا يكون السّؤال الحاسم: "كيف يمكِن المرء أن يؤمِنَ بإلهٍ خَيِّرٍ، إذا توفَّرَ هذا القَدرُ من الشَّرّ؟" إنَّما السؤال هو: "كيف يستطيعُ إنسانٌ صاحِبُ قَلبٍ وفَهمٍ أن يَحتَمِلَ الحياةَ في العالَمِ إذا لم يَكُنِ الله موجودًا؟" موتُ المسيح وقيامته يُظهرانِ لنا أنَّ الشرَّ ليس له الكلمة الأولى وليس له الكلمة الأخيرة. مِنَ الأكثَرِ شَرًّا أخرج الله الخير المطلَق، نؤمِنُ بأنَّ الله في الدَّينونة الأخيرة، سيضَع حدًّا لكلّ ظُلم. في حياة العالم الآتي، لا مكان للشرّ وسيكون للألم نهاية. [يوكات 51]

This is what the Church Fathers say

من المؤكَّد أن [الله] مُحِقٌّ في أن يُدعى كُلِيَّ القدرة، فَهو لا يموت ولا يقع في الخطأ. هُوَ يُدعى كُلِيَّ القدرة لأنَّهُ قادِرٌ على فعل ما يشاء، وليس بسبب معاناته على فعِل ما لا يَشاء. [القديس أوغسطينوس، "مدينة الله"، الكتاب الفصل 10

 (ML 41, 152)]