All Questions
prev
Previous:1.10 لَمَ الكِتاب المُقَدَّس بهذه الأهمية؟
next
Next:1.12هل كتبَ اللهُ بذاتِهِ الكتابَ المقدّس؟

1.11 هل يتحّدثُ اللهُ الينا عبرَ الكتابِ المقدَّسِ فقط؟ أم بطرُقٍ اخرى ايضًا؟

الكتاب المقدّس : صح أم خطأ؟

لقد أوحى [>1.6] الله عن نفسَهُ بطُرُق عِدَّة. مِن هذه الطُّرُق، كانَ أن كَشَف عن ذاته عبرَ الكتاباتِ المقدَّسةِ (الكتابُ المقدَّس) [> 2.11]. ، وعبرَ تَقليد (أو إرث) الكنيسةِ المقدَّس. خلال حياته على الأرض، شَرَح يسوع الكتابات المقدَّسَة وكانَ بذاتِهِ تحقيقًا لها. إذًا، يَجِدُ الوَحي الإلهي كَمالَه في شخص يسوع المسيح وينتهي مع موتِ آخر رسول.

 

حتَّى يومنا هذا، يساعد الروحُ القدُسُ [> 1.32] الكنيسةَ [> 2.11]، كي تُحَسِّنَ فهمها لِلوحي الإلهي. ولِكي تَتَجَنَّب تفسيرًا خاطِئًا ومُضَلِّلًا وحرفيًّا للنصوص المقدَّسة، على الكتاب المقدَّس [> 1.10] أن يُقرأ ويُفهَم بطريقَةٍ صحيحة [> 1.20]. يَسوع ائتمَنَ الكنيسة على مساعَدَتنا على ذلك ولَقَّنها الطَّريقة [> 2.14].

يَتحدّثُ الله الينا عبرَ الكتابات المقدسةِ وعبر التقليد اللذين يكوِّنانِ معًا وحيَ اللهِ الكامل الذي طالما سلّمته الكنيسةُ دائمًا.
The Wisdom of the Church

ما هو "التَّقليد الرَّسولي"؟

التقليد الرسوّلي هو نقل رسالة المسيح الذي يَتِمّ منذ أصول المسيحية الأولى بالكرازة، والشهادة، والمؤسسات، والعبادة، والكتب الموحى بها. فقد نقل الرسل إلى خلفائهم، الأساقفة، ومن خلالهم إلى جميع الأجيال، حتى منتهى الأزمنة، ما تسلَّموه من المسيح وما تلقَّنوه من الروح القدس. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 12]

كيفَ يَتَحَقَّق "التَّقليد الرَّسولي"؟

يتحَقَّق التقليد الرَّسولي على وجهين: بالنقل الحّي لكلمة الله (المُسَمَّاة ببساطة أكثر) التَّقليد، وبالكتاب المقدَّس، الذي هو تدوين بالكتابة، لبشارة الخلاص عينها. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 13]

كيفَ لَنا أن نَعرِف ما يَتَعَلَّق بالإيمان الصَّحيح؟

نَجدُ الإيمان الصَّحيح في الكتاب المقدَّس وفي التَّقليد الحيّ للكنيسة.

العهد الجديد نشأ انطلاقًا من إيمان الكنيسة. الكتاب والتَّقليد متلازمان. ونَقل الإيمان لا يتحقَّق بالدَّرجة الأولى عبر النُّصوص. في بداية حياة الكنيسة كانوا يقولون أنَّ الكتاب المقدَّس "كُتِبَ في قلب الكنيسة قبلَ أن يُكتَبَ على ورق". إختبر التَّلاميذ والرُّسُل قَبلًا الحياة الجديدة من الجماعة الحيَّة مع المسيح. والكنيسة الفتيَّة أخذت تدعو البشر إلى تلك الجماعة التي استمرَّت بعد القيامة بشكلٍ آخر. ألمسيحيُّون الأوائل كانوا مُتَمَسِّكينَ "بتعاليم الرُّسُل وبالشَّرِكة والصَّلاة" (أعمال ٢، ٤٢). كانوا واحِدًا فيما بينهم وعلى رُغمِ ذلك كانَ عندهم مكانٌ للآخرين. بهذا يقوم الإيمان حتَّى اليوم: مسيحيُّون يدعون أشخاصًا آخرين إلى عيش الشركة مع الله، وهذه الشَّركة لا تزال مصونة من دون تحريف منذ أيَّام الرُّسل في الكنيسة الكاثوليكيَّة. [يوكات 12]

كيف يمكن أن نعرف الله من خِلال نور العقل البشري فقط؟

انطلاقًا من الخليقة، أي من العالم والشخص البشري، يستطيع الإنسان بعقله وحده، أن يعرف الله معرفة يقين، مبدأ وغاية للكون، وخيرًا أسمى وحقيقة وجمالًا لامتناهيًا. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 3]

هل يكفي نور العقل وحده لمعرفة الله؟

يعاني الإنسان صعوبات كثيرة في اعتماده على نور العقل وحده لمعرفة الله. بل إنه يعجز عن أن يدخل بذاته في قلب سر الله. ولذلك أراد الله أن ينيره بوحيه، ليس في الحقائق التي تفوق إدراكه البشري وحسب، ولكن أيضًا في أمر الحقائق الدينية والأخلاقية التي لا يعجز العقل عن إدراكها، وذلك لكي تصبح معروفة لدى الجميع في غير عسر معرفة أكيدة ثابتة ولا يشوﺑﻬا ضلال. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 4]

ما هو مَضمون الوحي الإلهي للإنسان؟

إنَّ الله بفرط صلاحه وحكمته يوحي إلى الإنسان بذاته. ويكشف له، بالأحداث وبأقواله، عن ذاته وعن قصده العطوف الذي عقده في المسيح منذ الأزل لصالح البشر. وهذا القصد يقوم على إشراك جميع البشر، بنعمة الروح القدس، في الحياة الإلهية، لكي يصيروا "أبناء" بالتبني في ابنه الوحيد. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 6]

هل بإمكاننا أن نعرف وجود الله بعقلِنا؟

نَعَم. إنَّ العقل البشري قادر، بالتأكيد، على معرفة الله.

 

لا يمكنُ العالَم أن يكون له جوهر وهدف في ذاته. في كلّ ما هو موجود، هناكَ أكثر مِمَّا يراه المرء. فالنِّظام والجمال وتطوُّر العالم يُشيرون إلى شيء يتخطَّانا، فيُوَجِّهون أنظارَنا إلى الله. كلّ إنسان منفتح على ما هو حقٌّ وخيرٌ وجمال، يسمع في داخله صوت الضَّمير الذي يَحُضُّهُ على الخير، وينذره من الشَّرّ. فَمَن امتَلَك حكمة هذا المسار يَجِد الله. [يوكات 4]

لماذا ينكُر البشر الله، حتَّى لو تَمَكَّنوا من معرفته في عقلِهِم؟

معرفة الله الذي لا يُرى تَحَدٍّ كبير للعقل البشري. كثيرون يرتَعِبونَ من هذه الفكرة. ألبعض لا يُريدُ أن يتعرَّفَ إلى الله لأنَّهُ سَيَكونُ مُجبَرًا على تغيير نمط حياتِهِ. من يَدَّعي أنَّ السؤالَ عن الله لن يأتي بأيّ نفع، إنَّما يدَّعي ذلك لِيُسَهِّلَ الأمر على نفسه. [يوكات 5]

لماذا كانَ على الله أن يُظهِرَ ذاتَهُ حتَّى نعرِفَ ماهيَّتَهُ؟

يستطيع الإنسان أن يعرف بالعقل أنَّ الله موجود، لكن لا يعرف ماهيَّة الله حقًّا. ولكن الله كشف عن ذاته لأنَّه أراد طَوْعًا أن يكونَ مَعروفًا.

 

ألله ليس مُضطَرًّا إلى أن يكشف لنا عن ذاته. لقد فَعَلَ ذلك عن حُبّ. فَكما أنَّ المرء في الحبّ البشري لا يُمكنُهُ أن يعرِفَ أيَّ أمرٍ عن إنسانٍ يُحِبُّهُ إلَّا عندما يفتح له قلبُهُ، هكذا نعرف بعضًا من أفكارِ الله الدَّفينة لأنَّ الإله الأزليّ والعجيب انفَتَحَ بالحُبِّ علينا. من الخلق مرورًا بالآباء والأنبياء حتَّى الوحي النِّهائي في ابنه يسوع المسيح، تكلَّم الله دائِمًا ومِرارًا إلى البشر. من خلال يسوع فتَحَ لنا قلبَهُ وكشف لنا إلى الأبد عن طبيعَتِهِ الباطنة. [يوكات 7]

This is what the Church Fathers say

ما يقوله آباء الكنيسة

مِن كُلِّ المُعتَقدات والطُّقوس والمُمارَسات التي احتَفَظَت بِها الكنيسة، ما انتَقَل إلينا من تَعليمٍ مُدَوَّن ومكتوب أو ما تَعَلَّمناه بطريقة لا يُدركِها العَقل مِن التَّقليد الرَّسولي؛ سَواءَ انتَقَلَت إلينا مِن الكِتابات أو من التَّقليد، يبقى هذان بِعلاقَتِهِما إلى الدّين الصَّحيح مُتساوِيانِ في القيمة والقوَّة. [القديس باسيليوس، من تعليمه عن الرَّوح القدس، الفصل 27 (MG 32, 188)]